اليكم قصة هذا الخاتم
خاتم الأسلاف
في أعماق الصحراء الشاسعة، حيث تتلاشى حدود الرمال تحت سماء صافية، كانت تعيش قبيلة الجماجم. اشتهروا بقوتهم وشجاعتهم، وكانوا يحكمون بقبضة من حديد على أراضيهم الواسعة.
كان لزعيم القبيلة خاتم فريد من نوعه. لم يكن خاتمًا من الذهب أو الفضة، بل كان مصنوعًا من عظم أسود لامع. كان هذا الخاتم قطعة أثرية قديمة، ورثها الزعماء جيلاً بعد جيل. قيل إن الخاتم يمنح صاحبه حكمة الأسلاف وقوة الصحراء.
كان الشباب في القبيلة يتطلعون إلى اليوم الذي يحصلون فيه على الخاتم، إذ كان رمزًا للقيادة والشجاعة. ولكن للحصول عليه، كان عليهم أن يثبتوا جدارتهم في العديد من الاختبارات الصعبة.
في أحد الأيام، قرر الزعيم القديم أن الوقت قد حان لاختيار خليفته. جمع كل الشباب الشجعان في القبيلة، وأخبرهم عن الاختبار الأخير والأصعب. كان عليهم أن يتسلقوا أعلى جبل في الصحراء، وأن يظلوا هناك لمدة ثلاثة أيام وليالٍ دون طعام أو ماء.
بدأ الشبان التسلق، وكانوا يتساقطون واحدًا تلو الآخر بسبب العطش والجوع والتعب. ولكن هناك شابًا واحدًا، اسمه نزار، استمر في الصعود. كان يذكر دائمًا كلمات جده: "القوة الحقيقية ليست في العضلات، بل في الإرادة".
وصل نزار إلى قمة الجبل، وتأمل الصحراء الشاسعة من حوله. شعر بسلام داخلي عميق، وأدرك أن القوة الحقيقية تكمن في الداخل. في تلك اللحظة، ظهر الزعيم القديم أمامه، ووضع الخاتم في يده.
أصبح نزار زعيمًا جديدًا للقبيلة، وحكم بحكمة وشجاعة. وكان الخاتم بمثابة تذكير دائم له بأن القوة الحقيقية تكمن في الداخل، وأن القائد الحقيقي هو الذي يخدم شعبه.